الجمعة، 14 أغسطس 2009

إنه بالنار.. لكن لماذا؟

صدم المجتمع الكويتي موت رجل الأعمال حازم البريكان منتحرا نتيجة لضغوطه النفسية


وبغض النظر عن مدى صحة قصة انتحاره من عدمها قررت أن أكتب مقالا عن هذا الموضوع بشكل عام – أي الانتحار - ولكني قررت تأجيله حتى ينال حقه من القراءة البعيدة عن العاطفة والتحيز.


فإن موت حازم قد جاء ليحيي التناقضات والأفكار التي كنت متخوفا من التفكير فيها ولكن التفكير المستمر بهذا الموضوع قد جعلني اتجه لاشعوريا إلى نقد ما اعتدت تقبله والرضا به ليرسّخ ذلك الاختلاف الذي أشعر به بين المنطق والدين (أو بالأحرى ما هو مضاف إليه).


هناك شريعة وهناك تشريع والفارق كبير بين الشريعة والتشريع فالشريعة منزلة من عند الله العليم الحكيم لا يشوبها أي نقص أو خطأ أما التشريع فهو محاولة لفهم هذه الشريعة بواسطة العقل الإنساني مما يجعلها كغيرها من الأفكار الإنسانية مصيبة أحيانا ومخطئة أحيانا أخرى


يفرض علينا بألا نقيم للمنتحر عزاء ولا نصلى عليه وذلك لسبب بغاية البساطة وهو أن هذا المنتحر قد أزهق الروح التي هي ملك لخالقه وليست ملكا له ونتيجة لهذا فهو في الدرك الأسفل من النار وإن هذا العقاب هو نتيجة لفعله الشنيع

____________________________


وهنا يدخل المنطق ليفنّد كل ما قيل لأسباب أوجزها بالآتي :

1- إذا كان المنتحر قد أزهق روحه التي هي ملك لخالقه ولهذا فهو بالنار فإن القاتل الذي يقتل شخصاً ما بناء على ما سبق يجدر أن يعاقب عقابا أشد وأغلظ من عقوبة الذي قتل نفسه (المنتحر)، فالقاتل هنا لم يقتل نفسه بل تعدّى ذلك إلى اعتداء على نفس بريئة هي الأخرى ملك لخالقها ولكننا لا نجد التشريعات نفسها بالنسبة إلى القاتل

2- من غير المنطقي أيضا أن يحاسب المنتحرون جميعهم حسابا واحدا على الرغم من تباين أفكارهم وأزمانهم وعللهم وعقائدهم ليخلدوا النار خلودا أبديا.

3- إنه في الغالب لا تكون القوى العقلية للمنتحر كاملة ما يمنعه في هذه الحالة من التفكير السليم ( أي بالمعنى الشرعي فاقد للأهلية ) وبالتالي ليس من المكن أن يحاسب كما يحاسب غيره ، فحساب المنتحر بيد الله العليم الخبير ولست أنا أو غيري من نحكم فيه حتى نرفض أقامة العزاء له أو الصلاة عليه ، فهو- بالنسبة لي - كأي واحد منا لا يعرف حسابه يوم القيامة قد يكون بالجنة وقد يكون بالنار


إن هذا المقال ليس تشجيعا على الإنتحار وليس أيضا محاولة للإيجاد مبرر له ولكنه اجتهاد شخصي وتلخيص للأفكار التي اعتقد بأنها الصواب وهو دعوة أيضاً للالتفات إلى أهالي المنتحرين وما يتلقونه من نظرة مشينة في مجتمعنا


ولهذا فهي تحتمل الصواب والخطأ و الرفض والتأييد

وأتمنى من كل معترض على هذه المقالة أو أفكارها بأن يرد عليها وليكن على ثقة بأني سأقرأ ما كتبه بتمعن و دون حكم مسبق على ما سيكتبه .

______________________________


(خارج النص) :ـ

الكتاب : كتاب اللغة العربية

المنهج : للصف العاشر

صفحة : 264 من الكتاب

الموضوع : تحليل اجتماعي نفسي لأسباب زيادة عمليات الانتحار


التعليق :

تقول مناهجنا أن لولا الغرب الكافر لما سمعنا عن حالات الانتحار (!!) وأن الإنسان الشرقي يقتل نفسه فقط لأنه يريد أن يقلد الغرب.. هل هذا هو سبب الانتحار ؟؟ وكنتيجة نهائية : من خلال قراءة هذا النص الذي يدرس في مناهج الكويت نستنتج أنه يجب ان نخوض المزيد في هذه (العادة الغربية) على حد تسمية النص السابق !! ونترك لعقولنا أن تتطرق لمواضيع نسكت عنها ولا نشعر بالرضا حولها

____________________________


(خارج النص أيضاً) :ـ

" أن غالبية هؤلاء -المثليين- مرضى ولاذنب حقيقي لهم فيما هم عليه، وأن كثير منهم ولدوا في هيئة مخالفة لنفسيات مجتمعهم " - أحمد الصراف 20-5-2009

التعليق : فعلاً إنهم وجدوا في هيئة مخالفة لنفسيات مجتمعنا.. وهذا هو الأمر ذاته الذي ينطبق على المنتحرون وما يعانيه اهاليهم من ضرر نفسي بليغ.. لا لشيء !! فقط لأن مجتمعهم يرفض الصلاة على موتاهم ويرفض الترحم عليهم ويرفض إقامة العزاء لهم.. وهي أمور نفسية لا أكثر يرفضها المجتمع بسبب فكرة غير قابلة للمناقشة

____________________________

تحياتي،،،

Stanic Saint

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق